ما ذنب هذه الطفلة لتظلم وتضرب بالسياط وتثكل
بقتل والدها المظلوم ...
كانت تبكي ليلا ونهارا على فراق أبيها الحسين المظلوم .. وكانوا يسكتونها بقولهم لها ( انه في سفر) ..ولكن رأته ذات ليلة في عالم الرؤيا، ولما انتبهت جزعت جزعا شديدا وقالت : اتوني بوالدي وقرة عيني ... أريد أن أراه... وكلما أرادوا أهل البيت اسكاتها ازدادت جزعا وبكاءا ونحيبا... فهيجت حزنهم وأخذوا في البكاء و العويل...ولطموا على الخدود ونثروا على رؤوسهم التراب...
ولما سمع يزيد عليه اللعنة صياحهم وبكائهم قال ما الخبر؟ قيل له إن بنت الحسين الصغيرة رقية رأت أباها في نومها فانتبهت وهي الآن تطلبه وتبكي... فلما سمع الشقي ابن الدعي ذلك قال: ارفعوا لها رأس أبيها وضعوه بين يديها تتسلى به علها تسكت من هذا النحيب .
فأتوا بالرأس الشريف في طبق مغطى بمنديل ووضعوه بين يدي الصغيرة المظلومة.. فقالت: ماهذا ؟؟!! انا لم اطلب طعاما ولا شرابا انما اردت ابي فقالوا لها: هذا أبوكِ.. فرفعت المنديل ورأت رأسه الشريف وضمته إلى صدرها وهي تنتحب وتقول: يا أبتاه من ذا الذي خضبك بدمائك... يا أبتاه من ذا الذي قطع وريدك...يا أبتاه من ذا الذي أيتمني على صغر سني...يا أبتاه من للنساء الحاسرات... من للأرامل المسبيات... يا أبتاه من للعيون الباكيات... يا أبتاه من للضائعات الغريبات...يا أبتاه من لليتمية حتى تكبر.. يا أبتاه من لي بعدك...واخيبتاه من بعدك.. وا غربتاه... يا أبتاه ليتني لك الفداء... يا أبتاه ليتني كنت قبل هذا اليوم عمياء... يا أبتاه ليتني توسدت التراب ولا أرى شيبك مخضباً بالدماء...
ثم وضعت فمها على فم الشهيد المظللوم وبكت حتى غشي عليها !!!!
فقال الإمام زين العابدين (عليه السلام): عمة زينب ارفعي اليتيمة عن رأس والدي فإنها فارقت الحياة... فلما حركتها زينب وإذا بها قد فارقت روحها الدنيا فارتفعت الأصوات وعلا الصراخ .
فقال الإمام زين العابدين (عليه السلام): عمة زينب ارفعي اليتيمة عن رأس والدي فإنها فارقت الحياة... فلما حركتها زينب وإذا بها قد فارقت روحها الدنيا فارتفعت الأصوات وعلا الصراخ .
وتجدد مأتم الحسين (ع) باستشهاد بضعته الصغيرة المظلومة رقية (ع).
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق